هذه الصور التقطتها عدسة فنّات في منطقة كراج العباسيين
اليوم، عقب سقوط الأمطار في الليلة الماضية، والتي لم تتجاوز بضعة مليمترات حسب
نشرة الأحوال الجوية، إلا أن الصور توحي بأن ثمة طوفان أصاب هذه المنطقة، مخلفاً وراءه
هذه المستنقعات!
أذكر منذ قرابة أحدى عشر عاماً أني التقيت شخصاً من
كشمير الهندية، سألني عن موقع سفارة بلاده فاصطحبته إلى عنوانها الكائن في ساحة
المالكي، وفي الطريق أبدى لي اندهاشه من كثرة برك مياه الأمطار التي تغطي الشوارع
التي مررنا بها والتي كانت تجبرنا دائما على اتخاذ مسارات منحنية لتجاوزها، فلما
سألته عن سبب دهشته وهو جاء من منطقة معروفة بكثرة الفيضانات التي تجتاحها، أكد لي
أن شوارع كشمير لا تحوي مثل هذه المستنقعات التي نجدها في كل شوارع وطرقات مدننا
من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال!
وإذا كانت طرقات كشمير الموصومة بالفقر والتخلف، أفضل
تنفيذاً من شوارع عاصمتنا، فإن هذه المعلومة تُصيب بالجزع والحيرة معاً، لأن
التخلص من برك المياه التي تتشكل عقب سقوط الأمطار أمرٌ في غاية السهولة واليسر
ولا يستلزم أكثر من "تعزيل" مصارف المياه قبيل فصل الشتاء والتأكد من عملها،
ومن ثم التنفيذ الصحيح لمد طبقات الإسفلت في الشوارع قبل وبعد الحفريات، لأن هذه
الطبقة الإسفلتية يفترض مدها بشكل ينحدر بلطف من الوسط إلى جوانب الطريق، كي تتيح
لمياه الأمطار أن تجري عبر أقنية صغيرة ملازمة للرصيف قبل وصولها إلى مصارف المياه
السالكة دائماً!.
وعند تحقيق هذين الهدفين لن نجد السيارات والسرافيس
تغتسل بالوحل عقب كل سقوط للمطر، وبالتالي لن تنقل شيئاً منه إلى المشاة الذين
تكتشح ثيابهم بالطين عندما يمرون بالقرب من مستنقعات الأمطار، وأخيراً لن يبقى
للكشميريين مجال لينتقدوا فيه طرقنا المحلية.
خاص بموقع فنّات.كوم