هذه صورة سماء دمشق. وفي مركز المدينة بالتحديد. حيث يغطي الأفق سحابة
من الهواء الملوث أصبحت من المظاهر المعتادة للقادم إلى دمشق من محاورها الثلاث.
وحسب المعطيات والأرقام تحتل دمشق مركز متقدماً في أجواء المدن الأكثر
تلوثاً عالمياً حيث تركيز الغبار في هواء دمشق 418 ميكرو غرام في المتر المكعب
بينما في مدينة مثل مكسيكو ذات الخمسة والعشرين مليون لم تتجاوز الـ279. أما ثاني
أوكسيد الكبريت نسبته في دمشق الـ 96 ميكرو غرام في المتر المكعب بينما هي في
أثينا أكثر المدن الأوربية تلوثاً وازدحاماً 34 ميكرو غرام.
إن موقع العاصمة السورية الجغرافي من حيث وقوعها في وهدة بين مجموعة
من الجبال تحجز بشكل كبير الرياح والتيارات الجوية التي من شأنها نقل سُحب التلوث
وتجديد هواء المدينة تساهم في تفاقم ظاهرة التلوث إضافة إلى وجود 456 منشأة صناعية
تنفث هواءً ملوثاً في سماء دمشق.
قد لا يختلف اثنان حول حتمية تلوث الهواء في المدن الحديثة. على الأقل
بسبب تنوع وسائل النقل وزيادتها الهائلة. لكن بلوغ هذا التلوث أرقام عالية مؤشر
يجب أخذه بعين الاعتبار عند اتخاذ إجراءات حكومية للحد من تصاعد نسب التلوث وللوقاية
من نتائج التلوث في المستقبل القريب ، ربما كان تشكيل هيئة مستقلة تهتم بدراسة
ومعالجة تلوث الهواء في المدن السورية كافة بدلاً من توزيع هذه المهمة بين وزارات
الإدارة المحلية والنقل والجمعيات الأهلية حلاً واقعياً للتصدي لهذه لظاهرة تلوث
الهواء الذي ينشر الأمراض التنفسية الخطيرة ويلوث المنتوجات الزراعية ويضر بسلامة
الأجيال المقبلة.
تلوث هواء العاصمة السورية همٌ وطني عام يغري الكثيرين بطرح أفكار
واقتراحات متنوعة لحل المشكلة أو للتخفيف من نتائجها على أقل تقدير. ولعل أصدقاء
فنّات الذين هم في أكثرهم زوارٌ لدمشق أو من سكانها لديهم آراء خاصة عن الحلول
الممكنة لأزمة التلوث في دمشق ويرغبون في طرحها على الرأي العام عبر موقع فنّات.
خاص بموقع
فنّات.كوم