شركة سايبا الإيرانية لصناعة السيارات، هذه الشركة التي تنتج طرازات قديمة لشركات عالمية وذلك بتراخيص منها، استطاعت في السنوات القليلة الماضية دخول سوق السيارات السورية من أوسع أبوابه، وذلك بفضل طراز سابا الرخيص الثمن نسبياً والمفضل لدى سائقي سيارات الأجرة، وذلك بفضل عديد من العوامل أبرزها الانخفاض الكبير في أسعار قطعها التبديلية.

وكثيرين منا لا يعرف بأن طراز سابا ما هو في الأصل إلا مازدا 121 العائدة إلى ثمانينات القرن الماضي، ومن ثم تحول هذا الطراز إلى شركة كيا التي أنتجته باسم برايد، الطراز السلف للجيل الأول من طراز ريو الشهير في سوريا.

ولكن كيف هي سايبا سابا الإيرانية الصنع؟ وهل هي جديرة بالحصول على هذا الرقم الكبير من المبيعات؟ وهل تناسب بأن تكون سيارة خاصة للاستعمال اليومي؟ أم أن منافسيها أفضل؟

هذا ما سنتعرف عليه في هذه التجربة السريعة لطراز سابا، كونه لا يمكننا الإسهاب في الحديث عن سيارة تعود فعلياً إلى أكثر من ربع قرن....

التصميم:

ليس سراً بأن السابا لا تمت في تصميمها إلى روح العصر أبداً، فهي أبعد ما تكون عن كافة الخطوط الجميلة، فتصميمها بسيط جداً وصندوقي الشكل، ولا يحتوي على أي خط يشد الانتباه، ولكن وبكل الصدق لا تعتبر سيارة بشعة التصميم، أو ذات منظر غير محبب إلى العين، فبساطة خطوطها تعطيها بعضاً من الملامح الأنيقة، بعكس كثير من السيارات الصينية الغريبة التصميم!

فالمقدمة بسيطة ومنخفضة الارتفاع، وتتميز بوجود أضواء مستطيلة الشكل تقريباً ويتوسطها شبك تهوية من المعدن وبنفس لون السيارة، ويوجد أسفلها صادم أمامي بلاستيك وأسود اللون يحتوي على أضواء للانعطاف وفتحة تهوية، أما غطاء المحرك فيحتوي على خطين للمساعدة في العوامل الانسيابية وإضفاء بعض من الجمالية ولو بشكل محدود جداً.

 

 

وبالانتقال إلى الجانب، تستمر البساطة في كافة الخطوط، مع ملاحظة انخفاض واضح في مستوى الأبواب والتصميم، الأمر الذي كان رائجاً في الماضي، بعكس اليوم حيث تنتشر السيارات المرتفعة التصميم، ونلاحظ أيضاً وجود خط جانبي يساهم في إعطاء شيء من الأناقة.

وإن كانت المقدمة تتميز بأضوائها المستطيلة الشكل، فإن المؤخرة الصندوقية الشكل تتميز بأضوائها المربعة الشكل، والصادم الخلفي البسيط جداً والمصنوع من البلاستيك الأسود.

 

 

وعموماً لا يمكننا وصف خطوط هذه السيارة سوى بالصندوقية الشكل، والخالية كلياً من أي تعقيدات، علماً بأنه كلما كانت الخطوط أبسط وأقرب إلى الشكل الصندوقي، انخفضت كلفة الإنتاج بشكل كبير، مقارنة بالخطوط المعقدة والبيضاوية الشكل أو الحادة.

المقصورة:

لا يبدو بأن البدن هش البناء عند فتح وإغلاق الأبواب، إذ لاحظنا جودة مقبولة في صناعة الهيكل، كما أن الدخول إلى السيارة سهل نسبياً على الرغم من انخفاضها قليلاً، وعند الجلوس خلف المقود سيشعر المرء مباشرة بالملل والضجر، فلوحة القيادة ذات تصميم أصبح من التراث! فلا يحتوي على أي شكل جميل، كما أن الألوان المستعملة قاتمة جداً، والبلاستيك الرخيص المنظر والنوعية هو المادة الوحيدة المستخدمة في بناء لوحة القيادة، وقد يكون المقود الرباعي الأذرع هو اللمسة الأكثر جمالاً في لوحة القيادة القديمة التصميم بالإضافة إلى لوحة العدادات.

 

 

وعموماً تغلب على مقصورة السابا نوعية صناعة مقبولة إلى درجة ما، وتتفوق على كثير من السيارات الصينية (وليس جميعا) الرديئة الصناعة.

المقاعد ليست بالمستوى المطلوب، فهي لا تقدم الراحة الكافية للجلوس عليها لمسافات طويلة، كما أن المقصورة ضيقة على مستوى العرض، فهي لا تتسع فعلياً لأكثر من أربعة ركاب في جو مقبول، غير أن المساحات المخصصة للأقدام مقبولة، خاصة على صعيد المقاعد الخلفية، كما يوجد عدد قليل من جيوب التحميل، وتغيب كلياً حاملات الأكواب التي تعتبر من الضروريات لدى سائقي سيارات الأجرة.

 

 

التجهيزات غير موجود فعلياً، فهي مقتصرة على نوافذ أمامية كهربائية الحركة ومكيف حامي فقط، مع وجود ضوء فرامل خلفي ومزيل للغباش على الزجاج الخلفي وساعة رقمية في وسط لوحة القيادة، لذلك ننصح من يرغب بشراء هذه السيارة شراء فئة 141 الأكثر تجهيزاً.

وقد يكون صندوق الأمتعة هو النقطة القوة التي تميز هذه الإيرانية عن منافساتها من السعر نفسه، فهو كبير الحجم نسبياً ويتسع لكم جيد من الحاجيات والأمتعة.

المحرك وعلبة السرعة:

يتألف المحرك الموجود تحت غطاء معشوقة سائقي سيارات الأجرة، من أربع أسطوانات بسعة صغيرة تبلغ 1.1 لتر فقط، ولم تتوفر لدينا في الحقيقة الأرقام الصحيحة 100 % لما يولد هذا المحرك من استطاعة وعزم، ولكننا استطاعنا الحصول على الأرقام التقديرية التالية، فمحرك السايبا يولد 55 حصاناً عند 5500 دورة في الدقيقة، أما عزمه فيبلغ 8 كغ.م عند 2800 دورة في الدقيقة، وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية الدافعة عبر علبة سرعات يدوية من خمس نسب أمامية.

وهذا المحرك الصغير يحتاج لدفع السيارة من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا إلى أكثر من 15 ثا، كما أنه بالكاد يصل بها إلى 140 كم/سا كسرعة قصوى، غير أنه رغم قدمه واعتماده على المفحم عوضاً عن الحقن الالكتروني، يبلغ معدل استهلاكه أكثر من 260 كم لكل 20 لتراً من الوقود وسطياً.

على الطريق:

طبعاً لن نتوقع أبداً أي معجزات أو أي أداء مبهر بعد كل ذلك، فالمقصورة لا تتمتع بعزل جيد عن الطريق، كما أن  أنظمة التعليق لا تقدم راحة كبيرة لركاب المقصورة، غير أن الثبات جيد بشكل عام حتى على المنعطفات، ولا تشكُ السيارة من أي مشكلة في التوازن.

المحرك عصبي وصخب الصوت ولا يتمتع بأي نشاط، والسيارة تعاني فعلياً عند صعود أي طريق ذو درجة عالية، خاصة إن كانت السيارة محملة بالركاب، كما أن علبة السرعات كبيرة النسب فعلياً، إذ تستغرق وقت كبير نسبياً للانتقال من نسبة إلى أخرى، وهي لا تتمتع بالسلاسة التي تتمتع بها علبة السرعة في السيارات الحديثة، أما المقود فيعتبر أفضل نسبياً وسريع الاستجابة بشكل مرض، أما بالنسبة إلى الفرامل فهي عادية جداً.

وعموماً تبقى السابا سيارة جيدة إلى حد ما بالنسبة إلى سعرها المنخفض، وتتميز أيضاً كما سبق وأن ذكرنا بأسعار قطعها التبديلية الزهيدة الثمن، فحسب ما وصلنا يبلغ سعر زجاج الضوء الخلفي 200 ل.س فقط، أما علبة السرعة فيبلغ سعرها بالكامل 3.500 ل.س فقط لا غير!

ولذلك تعتبر هذه السيارة مثالية إلى ابعد درجة لسائقي سيارات الأجرة، أما للراغبين باقتنائها كسيارة خاصة، فلا ننصحهم بشرائها وذلك بسبب تخلفها كثيراً عن السيارات الجديدة، وننصحهم بشراء سيارات أصغر كالكيليسيا من بيريدوا أو التحمل قليلاً وشراء سيارة أفضل كالكيا مورنينغ.

 

 

 

 

 

خاص بموقع فنّات.كوم