الجرأة مطلوبة في كافة مجالات الحياة، ولا غنى عنها أيضاً في عالم
السيارات، فلولا الجرأة التي تتحلى بها بعض الشركات لما كنا عرفنا هذا التنوع
الكبير في أشكال وفئات السيارات اليوم، ولكن الجرأة دائماً ما ترتبط بالمخاطرة
وتحتمل الفشل وبنسبة جيدة.
ومن الملاحظ في السنوات القليلة الماضية وجود انفجار لدى بعض الشركات
على صعيد الجرأة في ابتكار فئات جديدة لجذب المزيد من الزبائن، ومن بين هذه
الشركات بي إم دبليو الألمانية التي أصبحت نهمة في ابتكار فئات جديدة في عالم
السيارات، من بينها كانت نسخة الهتشباك مع الـ SUV أو المتداخلة الأوجه غران توريزمو 5 من الفئة الخامسة.
وقبل الخوض في مصير هذه السيارة سنسرد لكم شرحاً مبسطاً عن الحقيقة
وراء أي فئة جديدة في عالم السيارات، فطراز غران توريزمو أو GT يلفت الانتباه بدون شك لمن
يراه أول مرة وقد يعجب المرء منا بهذه السيارة بسرعة كبيرة، ولهذا قد يتعجب أحدنا إن
وصفنا هكذا بـ "الفاشل".
لكن حقيقة الطراز لا تقف عند الإعجاب به، بل ينبغي أن يتمتع بصفة الإقناع
قبل الإعجاب، فالإقناع هو العامل الحاسم في عالم السيارات، كونه سيدفع الزبائن إلى
اقتناء الطراز الذي استطاع إقناعهم، وغالباً ما يكون هذا الطراز الذي لديه القدرة
على إقناع العدد الأكبر من الزبائن منتمياً إلى فئات السيارات الكلاسيكية، لهذا
فأي طراز يثير الإعجاب دون إقناع الزبائن باقتنائه سيكون بمثابة الفشل للشركة
المصنعة كونه لم يعد عليها بالمبيعات المتوقعة.
وبي إم دبليو GT ينطبق عليها هذا تماماً، إذ وصف المدير التنفيذي
للشركة الألمانية في أمريكا الشمالية هذا الطراز بـ "الخطأ"، وتحدث
السيد جيم أودونيل بأن تسويق GT في أمريكا الشمالية ليس أكثر من مجرد خطأ.
وهذه السيارة التي أبصرت النور في العام 2009 قدمتها مصنعتها إلى أسواق
الولايات المتحدة علها تنجح في جذب زبائن سيارات الستيشن، لكن ما حدث هو عزوف
زبائن بي إم دبليو عنها وذهابهم إلى غريمتها مرسيدس لشراء الستيشن التقليدية، وليس
هذا فحسب، بل أن بعض زبائن الفئة السابعة لديها استبدلوا سياراتهم بـ GT
مما أثر على الأولى أيضاً!
وكانت بي إم دبليو قد توقعت مبيعات لـ GT تتراوح بين 4,000 إلى
8,000 وحدة سنوياً، إلا أنها لم تبع أكثر من 2,848 وحدة في 2010، و720 وحدة في
الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام مع توقعات بأن يقف الرقم عند 2,160 وحدة فقط
في ظل الانخفاض المستمر على طلبها.
وبالفعل إن أخذنا الأمور بطريقة منطقية، ألم ينبغي على بي إم دبليو أن
تكون قد تعلمت من تجربة رينو البائسة مع طراز فيل
ساتيس المشابه نسبياً... ومن هو الذي يحتاج إلى سيارة غير
معروفة الفئة فعلياً، هل هي هتشباك عملاقة؟ أما SUV وسيدان معاً؟ أما ماذا؟ ولما
احتاجها؟ وما رأيكم أنتم زوار موقعنا الكرام... شاركونا وشاركوا الجميع في وجهات
نظركم.
خاص بموقع فنّات.كوم