خاص بموقع
فنّات.كوم
نعم، هذا ما أعلنته شركة مرسيدس، التي يبدو بأنها ستغير عالم
المحركات إلى الأبد، وستحدث أكبر ثورة فعلية في تقنيات محركات الاحتراق الداخلي
منذ اختراع محرك البنزين والديزل في أواخر القرن التاسع عشر.
وقبل شرح تقنية المحرك الجديد من مرسيدس، سنقوم بشرح بسيط بين
وجه الاختلاف الأكبر بين محرك الديزل ومحرك البنزين:
يعتمد محرك البنزين في إشعال شحنة من الوقود (بنزين+ هواء) على
الشرارة المنبعثة من شمعة الاحتراق (البوجي)، بينما يعتمد محرك الديزل في إشعال
شحنة من الوقود على ضغط الهواء داخل المحرك، ثم حقن وقود الديزل (المازوت) داخل
المحرك، مما يؤدي إلى اشتعال الشحنة بسبب الحرارة العالية للهواء، والناتجة عن
الضغط الكبير.
أما محرك مرسيدس الجديد والمسمى (ديزأوتو)، فسيجمع مابين طريقة
عمل محرك البنزين والديزل معاًً، وبالتالي
سيجمع مابين كفاءة محرك الديزل ونظافة محرك البنزين.
وسيتمثل جوهر التقنية الجديدة في استخدام شمعات الاحتراق في
المحرك، لإشعال شحنة الوقود أثناء الإقلاع (عندما يكون المحرك بارداً) والتسارع
فقط (أي زيادة الضغط على دواسة البنزين)، بينما سيعتمد المحرك على إشعال البنزين
المضغوط ذاتياً، تماماً كما في محركات الديزل، وذلك أثناء الأحمال الخفيفة على
المحرك، وثبات الضغط على دواسة البنزين.
وستأتي فعالية المحرك هذا أيضاً من خلال استخدام أحدث التقنيات
في عالم المحركات، وذلك عبر تزويد المحرك بنظام حقن مباشر للوقود، ضاغط هواء
(تيربو)، ونظام الضغط المتبدل بالمحرك.
وأول محرك سيحمل هذه التقنية، سيظهر بصورة اختبارية في معرض
فرانكفورت القادم، وسيكون بسعة 1.8 لتر
ومن أربع اسطوانات، ويولد طاقة مذهلة، تبلغ 238 حصاناً بخارياً مع عزم كبير جداً
بالنسبة إلى محرك بهذا الحجم، يبلغ 40كغ.م و استهلاك رائع للوقود، يبلغ حوالي 333 كم لكل 20 لتر، وذلك بعد اختباره على
سيارة مرسيدس S-Class المرتفعة الوزن! فكيف لو تم اختباره على A-Class؟!
ويسعى مهندسي مرسيدس إلى تطوير هذا المحرك أكثر وأكثر، وذلك من
خلال إضافة تقنية المحركات الهجينة (أي استخدام محرك كهربائي إضافي)، وكذلك من
خلال إضافة تقنية
توقف-انطلق، مما سيخفض معدل استهلاك الوقود إلى أرقاماً قياسية،
قد تبلغ في المستقبل حوالي الـ 1000 كم لكل 20 لتر للوقود، مع طاقة وعزم كبيرين!!
وبإطلاق مرسيدس لهذا المحرك، تكون هذه الشركة الألمانية قد سبقت
مواطنتها فولكس فاغن التي أعلنت عن تقنيتها الجديدة في المحركات، والتي تسمى GCI،
والمشابهة إلى تقنية مرسيدس، ولكن تقنية الأخيرة تفوق تقنية فولكس فاغن بعدة
سنوات، وذلك لإمكانية عمل محرك مرسيدس الجديد على نفس الوقود المتوفر في الأسواق
اليوم، بينما يحتاج محرك فولكس فاغن المزود بتقنية GCI إلى نوع خاص من وقود البنزين، يطور حالياًً.
وبطرح مرسيدس لمحركها هذا، تكون فد نقلت فعلياً محركات الاحتراق
الداخلي إلى عصر جديد، عصر المحركات الصغيرة السعة، العالية الاستطاعة، والقليلة
التلوث، والمنخفضة الاستهلاك، فأهلاً بعصر المحركات الجديد!!