قد لا يوجد صانع في العالم ساهم في ترسيخ فكرة السيارات الكبيرة
والمحركات الضخمة والنهمة للوقود أكثر من جنرال موتورز، غير أن دوام الحال من
المحال والسيارات الكبيرة في الأمس والتي كانت منبعاً للأموال في ما مضى بالنسبة
للشركات المصنعة للسيارات، باتت اليوم منطقة ملغومة وعلى أي شركة تفكر في إنتاج
سيارة كبيرة أن تحسب خطواتها تماماً وتتريث قبل الدخول إلى هذا القطاع المكلف.
وانعكست الصورة تماماً، وأصبحت السيارات الصغيرة هي المنجم الحقيقي
للأموال، وانتشرت في الأسواق العالمية وبات لزاماً على كل صانع أن يمتلك مجموعة من
السيارات الصغيرة، بسبب الارتفاع المستمر لأسعار البترول والازدحام المتزايد في
المدن والانفتاح أيضاً على الأسواق الناشئة التي تتطلب سيارات صغيرة ومنخفضة
التكلفة، وفوق ذلك كله التطور الكبير الذي لحق بصغيرات المدينة.
ومن هنا أعلنت جنرال موتورز أنها قد أعطت الضوء الأخضر لإنتاج طرازين
صغيرين تحت اسم أوبل (فرعها الأوروبي) وفوكسهول (فرع أوبل البريطاني)، وستتوزع
صغيرتي أوبل على فئتين الأولى راقية ومن الصنف الرفيع لمنافسة ميني من بي إم دبليو و500 من فيات، والثانية ستكون منخفضة التكلفة
وستبنى على قاعدة عجلات مغايرة لقاعدة عجلات الأولى التي ستعتمد قاعدة عجلات أوبل
كورسا في جيلها الجديد.
ومن المنتظر أن تظهر الصغيرة الأغلى مع كورسا في العام 2013، بينما
ستتأخر الأرخص قليلاً بعدهما، على أن يتم هندسة وتصميم الطرازات الثالثة جميعاً
لدى فرع جنرال موتورز في كوريا الجنوبية، والذي كان يحمل اسم دايو سابقاً وينتج
اليوم طرازات دايو للأسواق الكورية وبعض الأسواق المجاورة ونسخ منها تحت اسم وشعار
شفروليه والتي تصدر لبقية دول العالم، ومنها سورية مع طرازات كابتيفا وكروز
وجوي...
غير أن عملية تصنيع الصغيرتين ستجري في مصانع أوبل في أوروبا، بينما لم
يتم تقرير مصير صناعة كورسا في جيلها الجديد، والتي من المرجح أن يتم تصنيعها في
كوريا جنباً إلى جنب مع طراز فولت
من شفروليه، إذ تعتزم جنرال موتورز نقل صناعة السيارات
الكهربائية في مجموعتها إلى فرعها في كورية الجنوبية.
خاص بموقع فنّات.كوم