بنت شركة جنرال موتورز الأمريكية العملاقة خطط وطموحات وآمال كبيرة عند تطوير طراز فولت تحت علامة شفروليه، كسيارة هجينة تستخدم الوقود والكهرباء في حركتها، وتمثل رمز وتطور وكبرياء هذه الشركة الكبيرة صاحبة الجولات والصولات في تاريخ عالم السيارات.

وأخيراً، وبعد طول ترقب من عشاق ومتتبعي صناعة السيارات في العالم، وصلت فولت إلى خط الإنتاج رسمياً ليتم تسويقها في الأسواق العالمية قبل نهاية العام الجاري الذي شارف على الانتهاء، فهل ستحقق فولت آمال وطموحات صانعتها التي عملت على تطويرها كما لم تعمل على تطوير أي طراز غيرها من قبل؟ وكيف هي فولت هل تستحق كل هذا الاهتمام من قبل عالم السيارات؟

 

 

لا شك بأن أحد أبرز أهداف جنرال موتورز من شفروليه فولت هو صنع سيارة المستقبل على جميع الأصعدة، ولذلك عندما قامت الشركة الأمريكية بتطوير فولت لم تتخذ منحى تقليدي في التفكير كالذي تتخذه لتطوير أي طراز جديد اعتيادي، فالتصميم الخارجي يجب أن لا يكون حديثاً وجميلاً وعصرياً فحسب، بل ينبغي أن يحاكي المستقبل بخطوطه الفريدة والسابقة لعصره، كما أن المقصورة الداخلية يجب أن تمثل مقصورات سيارات المستقبل بأكبر قدر ممكن، والطاقة والآلية المستخدمة في دفع السيارة يجب أن تكون ثورية أيضاً، كما أنه لا بد من جود أفكار متقدمة تُطرح بشكل جدي وفعلي مع فولت، وسنرى وإياكم كيف عملت GM على جميع ما ذكرناه آنفاً.

 

 

في الواقع، جاءت فولت بتصميم ثوري ومستقبلي بكل ما تعنيه هذه الكلمات، عبر مقدمة منخفضة وخطوط جريئة وفريدة تتمثل قي شكل الأضواء الأمامية المستقيمة والمسحوبة للخلف مع شبك التهوية والصادم الأمامي وشكل أضواء الضباب المميز، وتكتسب فولت المزيد من خطوط المستقبل على صعيد الجانب مع شكل الزجاج الجانبي والخط الأسود فوق الرفراف الأمامي والعجلات بقياس 17 بوصة وشكل الصندوق الخلفي المستقيم، والذي يحتوي على جناح رائع في شكله ورسم بديع لشكل الأضواء الخلفية التي تتوضع في أعلى المؤخرة المرتفعة جداً نسبياً، علماً وبأنه حسب شفروليه تتمتع فولت بتصميم متفوق على صعيد الانسيابية ومقاومة الهواء يمنح فولت 13 كم زيادة في مسافة السير عند الاعتماد على شحن البطاريات فقط، و80 كم زيادة في حال استخدام البطاريات والوقود معاً.

 

 

وبالانتقال إلى داخل فولت نلمس اعتناء واضح ومخيلة واسعة لمصممي شفروليه، والذين أبدعوا في تخيل لوحات قيادة سيارات المستقبل التي من الممكن أن تتواجد في سيارات اليوم، فمع لوحة عدادات مختصرة في شاشة LCD فقط ولوحة قيادة ناصعة البياض ومكان توضع عتلة تعشيق السرعات وشاشة LCD بقياس 7 بوصة مع ملاح GPS ونظام صوتي من Bose وإمكانية الاتصال بالانترنت وغيرها من الوسائط المتطورة، ومقاعد خلفية منفصلة وصندوق أمتعة متصل مع المقصورة واعتناء بالتفاصيل الداخلية، ومساحات رحبة بفضل قاعدة عجلات تبلغ من الطول 2,685 مم، تفتح مقصورة فولت أبواب المستقبل في عالم السيارات، علماً بأن الأبعاد الخارجية تبلغ 4,500 مم للطول و1,800 مم للعرض و1,430 مم للارتفاع.

 

 

وبدون أدنى أي شك ثورة فولت لا تتمثل في تصميمها ومقصورتها فقط، بل من اسمها فولت يوحي بأنها تستخدم الكهرباء (فولت تمثل وحدة قياس فرق الكمون في التيار الكهربائي نسبة إلى العالم الإيطالي أليساندرو فولتا مخترع البطارية وأول من حصل على تيار مستمر)، إذ تعتمد فولت في حركتها على محرك كهربائي فقط يولد 151 حصاناً و37 كغ.م للعزم، ويستمد طاقته من بطاريات ليثيوم - أيون، ويستطيع هذا المحرك دفع فولت من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون أقل من 9 ثوان ويصل بها إلى 161 كم/سا كحد أقصى.

والأهم من ذلك يتمثل في قدرة البطاريات التي تزن 198 كغ على إمداد المحرك بالطاقة الكهربائية اللازمة لسير مسافة تتراوح ما بين 40 إلى 80 كم (حسب القيادة في المدينة أو خارج المدينة)، وذلك في حال كانت مشحونة بالكامل، ويتم شحن البطاريات بسهولة تامة عبر أي تيار منزلي، وفي حال كان التيار 120 فولت تحتاج البطاريات من 10 إلى 12 ساعة للشحن، أما تيار الـ 240 فولت فتحتاج البطاريات إلى 4 ساعات فقط للشحن، كما يمكن ضبط سيارة فولت لتبدأ عملية شحن البطاريات في ساعات محددة (في بعض البلدان يتم تخفيض سعر الكهرباء ليلاً)، وذلك طبعاً مع مراعاة أن تكون السيارة موصولة بالكهرباء.

 

 

وما هو دور محرك الوقود إذاً في فولت؟ يقتصر دور محرك الاحتراق الداخلي ذو سعة 1.4 لتر واستطاعة 84 حصاناً في توليد كهرباء لشحن البطاريات، إذ تستطيع فولت في حال كانت البطاريات مشحونة وخزان الوقود مليء سير مسافة 500 كم.

وعملت شفروليه على بذل جهود جبارة في تطوير فولت، تمثلت في قطع مسافات قاربت المليون ميل في اختبار البطاريات وقدرة المحرك، كما استغرق تطوير فولت 4 ملايين ساعة عمل فعلية.

ولكن بعد كل هذا العمل والجهد والأرقام هل تُعتبر فولت ثورة حقيقية في عالم السيارات؟ الجواب هو نعم ولا! نعم لأنها فعلياً تمثل فئة بحد ذاتها ويتم شحنها بالاعتماد على التيار المنزلي (تيار متناوب من أي مقبس كهرباء) وهذا يُعتبر مناسب تماماً لسيارة كهربائية نظيفة، خاصة وأنها تسير مسافة تتراوح ما بين 40 إلى 80 كم في حال كانت البطارية مشحونة، وهذا الرقم يعتبر مناسب لمعظم الناس في حياتهم اليومية وتنقلاتهم الاعتيادية، وبالتالي لا حاجة فعلياً إلى الوقود في معظم أيام السنة، ولكن لماذا لا تعتبر ثورة أيضاً؟ لأنها تسير مسافة 500 كم في حال تم شحن البطاريات وملئ خزان الوقود بالكامل، وهذا رقم جيد ومناسب للسفر والمسافات الطويلة ويمكن ملئ خزان الوقود أثناء السفر والسير لمسافات أطول طبعاً، لكن كم تبلغ سعة هذا الخزن؟ الجواب شكل مفاجئة حقيقية عند الإعلان عنه، إذ يبلغ سعة خزان وقود فولت حوالي 35 لتراً!!! أي أنه وباحتساب أنها وسطياً ستسير بالاعتماد على البطارية 60 كم، فإنها ستسير بالاعتماد على محرك الوقود لتوليد الكهرباء مسافة 440 كم، وبالتالي سيبلغ معدل استهلاكها للوقود 250 كم لكل 20 لتراً من الوقود، وهذا الرقم لا يمكن وصفه بأكثر من عادي جداً!!!

أخيراً، تأمل فنّات من زوار موقعها إبداء رأيهم في أي سيارة صديقة للبيئة تعتبر الأفضل حسب وجهة نظرهم، هل هي:

-         فولت من شفروليه.

-         ليف من نيسان (محرك كهربائي فقط يتم شحن بطارياته بتيار منزلي ويسير لمسافة 160 كم).

-         بريوس من تويوتا (نظام هجين يعتمد محرك كهرباء ومحرك وقود وتسير تقريباً مسافة 500 كم لكل 20 لتراً من وقود، ولا يوجد إمكانية لشحنها من تيار منزلي).

 

خاص بموقع فنّات.كوم