كرايسلر اسم كبير في عالم السيارات،
عانى كثيراً في السنوات الماضية وجاهد للبقاء حيّاً في عالم السيارات، بعد أن أكلته شركة مرسيدس لحماً
و"رمته" عظماً، جراء عملية اندماج أقل ما يقل عنها "فاشلة"، إذ اندمجت
الشركتين في عصر ذهبي لهما، ووصفوا هذا الاندماج حينها بـ "الاندماج
النموذجي" وبالأحرى كان يتوجب تسميته بـ "الاندماج المتسرع"، لم
ينتج عنه أي شيء يذكر، وانتهى بتخلي الألمانية عن الأمريكية المتدهورة.
وبعد أخذ ورد وإفلاس كرايسلر الأمريكية، حطّت رحالها هذه الأخيرة في أحضان العملاق الإيطالي فيات، الذي أبدى خطط طموحة وأكثر جدية من
مرسيدس، وسعى فعلياً لدمج كرايسلر بطريقة أكثر فعالية، ووضع خطة طموحة لكرايسلر
لإعادة هيكلتها وتجديد أسطولها.
وأول ما قدمت كرايسلر لمستقبلها تحت
لواء فيات وربما الأهم، هو محرك جديد بالكامل باسم بينتاستار (Pentastar)
من ست أسطوانات على شكل حرف V،
تبلغ مقدار زاوية انفراج المحرك 60° وهو مصنوع من معدن الألمنيوم، بسعة 3.6 لتر
ويولد 280 حصاناً عند 6,400 دورة في الدقيقة وعزماً أعظمياً مقداره 35.5 كغ.م عند
4,800 دورة في الدقيقة، وسيُستخدم أولاً هذا المحرك الجديد تحت غطاء جيب غراند شيروكي 2011 الجديدة بالكامل، والتي ستنطلق في
الأسواق صيف العام الجاري.
كما سيعرف هذا المحرك طريقه مباشرة
إلى عدد جيد من طرازات كرايسلر ودودج وعلامة رام الجديدة (فرع جديد أنشأته فيات
مختص بسيارات البيك أب والعربات التجارية) وجيب، وسيحيل هذا المحرك 7 محركات قديمة
V6 إلى التقاعد،
كما أنه من المنتظر قريباً أيضاً اعتماده في سيارات مجموعة فيات الإيطالية خاصة
على طرازات ألفا روميو ولانسيا.
وتعتبر كرايسلر بأن بينتاستار أكثر
محرك تطوراً في تاريخها، وسيساهم في خفض معدل استهلاك الوقود بنسبة كبيرة مقارنة
بالمحركات القديمة لديها، وهو الخطوة الأولى والأهم في خفض استهلاك سياراتها
للوقود بنسبة 25% كما هو مخطط.
وبدأت الشركة الأمريكية في تطوير هذا
المحرك في أيار 2007، وبعد الاندماج مع فيات في 2009 قدمت الأخيرة تقنياتها الرائدة في عالم المحركات من نظام
مالتي أير "MultiAir" والحقن المباشر
والشحن القسري (توربو) مما ساهم في تسريع عمليات التطوير، التي بلغت تكاليفها 730
مليون دولار، فيما تجاوز الرقم الإجمالي المليار دولار بعد إضافة تكاليف تجهيز
المصنع الجديد في ولاية ميشيغان الأمريكية لتصنيع المحرك بينتاستار بمعدل 400,000
وحدة سنوياً، وتجهيز المصنع نفسه لإنتاج محرك بسعة 1.4 لتر من فيات، سيُستخدم في
طراز 500 الأمريكي المرتقب من الشركة الإيطالية قريباً.
وأخيراً، تبدو كرايسلر متجهة إلى
مستقبل أفضل، وبخطوات أكثر ثقة من الماضي ووضوحاً، نحو أخذ مكانة مرموقة في عالم
السيارات، فما هو رأي متتبعي موقع فنّات؟
خاص بموقع فنّات.كوم