عندما بدأت صناعة السيارات في سورية
ممثلة بسيارة شام، والتي اعتمدت على سامند الإيرانية، كانت صناعة تجميع سيارات بالدرجة
الأولى، وهو تسلسل طبيعي خضعت له كبريات الشركات العالمية، ولكن الغريب أن أصوات
عديدة استهجنت تجميع السيارات في سورية، وطالبت بالانتقال فوراً إلى صناعة
المكونات وقطع الغيار!.
والحقيقة أن تجميع السيارات هي صناعة
معقدة، وليست بسيطة كما يعتقد البعض، وهو خيار يستخدمه بعض كبار المصنعين عندما
يكلف معامل أخرى بإنتاج بعض المكونات، ليحتفظ لنفسه بتجميع السيارة وإخراجها
بشكلها النهائي.
وللوقوف على واقع صناعة السيارات في
سورية وفي شركة سيامكو تحديداً، قامت فنّات بزيارة مصنع الشركة الكائن في عدرا
وتجولت بصحبة مدير الشركة المهندس محمد زياد الناعمة
كأول وسيلة إعلامية تقوم
بزيارة خطوط إنتاج مصنع سيامكو، في صالات التجميع النهائية ولحام الهيكل والدهان،
حيث شرح لنا المهندس ناعمة مراحل تجميع السيارة في صالة التجميع النهائية، فخرجنا
من هذه الزيارة بجملة انطباعات، وتركنا الحديث عن صالتي اللحام والدهان اللتان افتتحتا متأخراً لوقت آخر.
تبدأ رحلة سيارة شام عند دخول هيكل
السيارة صالة التجميع النهائية، حيث تمر في:
مراحل التجميع الأولى:
·
يوضع هيكل السيارة الخارجي على شريط دوار سرعته
نصف متر في الدقيقة، يمر على محطات مراحل التجميع المختلفة.
·
على عمال كل محطة الانتهاء من تركيب القطع المكلفين
بها خلال هذه المدة وضمن شروط الجودة.
·
يرفق مع كل سيارة تقرير إنتاج يضع عليه عمال
الإنتاج أختامهم لدى تركيب كل قطعة في السيارة.
·
يضع مراقب الجودة في نهاية كل مرحلة ختمه على تقرير
الإنتاج، وفي حال لاحظ حدوث عيب أو خطأ في التركيب يوقف الخط بأكمله لمعالجة
العطل.
مراحل التركيب الأولى:
تتألف صالة التجميع من ثلاث مراحل،
تحوي كل مرحلة على عدة محطات:
·
في المرحلة الأولى: يتم تركيب حركات أبواب
السيارة والتوصيلات الأساسية والأقفال وقواعد المحرك والفرش الداخلي للسقف وحزام الأمان.
·
المرحلة الثانية: وهي مرحلة التزيينات، حيث يجري
تركيب حزم الوصلات الكهربائية، وزجاج السيارة الجانبي ولوحة القيادة كما يجري وضع
الكونسول.
ويتم في هذه
المرحلة استكمال فرش الأبواب والفرش الخلفي مع تركيب سماعات المسجلة وتوصيلاتها، والواقيات
الأمامية والخلفية وأغطية مرايا السيارة والذراع الأساسي لعلبة السرعة وتوصيلات
المكيف، وخزانات البلاستيك الخاصة بالسوائل.
وتحتوي هذه
المرحلة على خطوات تجميع الواجهات الأمامية، وفي نهاية هذه المرحلة تصبح السيارة
جاهزة لاستكمال تركيبات الجزء السفلي للسيارة.
·
المرحلة الثالثة: وفيها يتم تجميع المحرك مع
داراته وملحقاته مع العادم وثم المحور الأمامي ونظام التعليق، ومن ثم يتم تركيب
علبة السرعة وأنظم الكبح والمكابح.
ويوجد بالقرب
من منطقة المرحلة الثالثة مستودع قطع غيار
مساحته 4 آلاف متر مربع، مزود بروافع توزع القطع على كل محطة.
كما يتم في
هذه المرحلة تركيب محرك السيارة على الهيكل، بواسطة رافعة هيدروليكية يليه عملية تركيب
أنابيب الوقود وأنابيب المكابح الخلفية وتجميع خزان الوقود مع كل مكوناته، ويجرى
تركيب المحور الخلفي ويستكمل تركيب الخزان مع الصفيحة الواقية.
وفي نهاية
المرحلة، يبدأ الشريط الدوار الذي يحمل السيارة بالارتفاع عن سطح الأرض ليتم تركيب
إطارات السيارة عبر بساط متحرك.
ولدى نهاية
هذه المرحلة يكون القسم السفلي في السيارة
أصبح مكتملاً.
بعد مرور
السيارة بمراحل التجميع الثلاث تنتقل إلى:
مرحلة التركيب
النهائية:
·
مرحلة التركيب النهائية: والتي يتم فيها تركيب
مقاعد السيارة والزجاج الأمامي والخلفي ووضع المدخرة وتركيب كمبيوتر السيارة
"وحدة التحكم"، والمسجل وفرش صندوق السيارة الخلفي، كما يتم في هذه
المرحلة تركيب لوحة معدنية لمحرك السيارة تتضمن رقم قاعدة العجلات ورقم المحرك وسعته
ورمز لون السيارة وطراز السيارة.
في هذه
المرحلة يجرى تعبئة غاز الفريون الخاص بمكيف السيارة، والسائل الهيدروليكي للمقود
وماء في ماسحات الزجاج، كما يتم تزويد السيارة بالوقود حيث يدور محركها للمرة
الأولى.
عند تشغيل
محرك السيارة من قبل مراقب الجودة في هذه المرحلة، يتأكد هذا الأخير من حسن أداء:
-
مروحة التبريد الخاصة بالمحرك.
-
الكمبيوتر "وحدة التحكم".
-
فرش أبواب السيارة.
-
حركة المحرك وصوته.
-
حركة مقاعد السيارة.
ويدون مراقب
الجودة كافة ملاحظاته على تقرير السيارة، إضافة لملاحظات مراقبي الجودة السابقين.
ومن ثم تعرض
السيارة على مجموعة من الفنيين الذين يتولون معالجة الملاحظات المسجلة على تقرير
إنتاج السيارة، وعند ذلك تخضع السيارة إلى اختبار الفرملة وضبط التوازن، حيث يجري
اختبار دوران المحرك بالكامل عبر معاينته بواسطة الحاسوب، واختبار زوايا عجلات السيارة
والمكابح الأمامية والخلفية واليدوية وتضاف نتائج الاختبارات إلى تقرير إنتاج
السيارة.
اختبار المضمار:
بعد خروج
السيارات من هذه المرحلة تصبح السيارة جاهزة لخوض اختبار حلبة تجارب شركة سيامكو والتي تتألف من:
·
طريق وعرة، يقطعها سائق التجارب بسرعة معينة لاختبار
الانعطاف والمكابح في السيارة.
·
مطبّات من الحجر البازلتي في كلا الجهتين لاختبار
اهتزازات السيارة ومدى صلاحية التوازن فيها.
·
بروزات من أحجار البازلت في كلا الجهتين، حيث
يضغط سائق التجارب خلال عبوره هذه المنطقة على المكابح لتجريبها ومدى ثباتها.
·
جدارا صوت، وعند عبورهما يتوقف السائق ويبقي محرك
السيارة دائراً، منصتاً إلى صوت المحرك أو أي صوت غير طبيعي صادر عن السيارة ويدون
ملاحظاته على تقرير إنتاج السيارة.
اختبار رذاذ الماء:
بعد اجتياز اختبار المضمار تعود
السيارة إلى الصالة حيث تدخل قسم التفتيش، ليجرى معاينة الجزء السفلي من السيارة مع
محركها وملاحظة وضع السيارة، ثم تدخل السيارة بعد ذلك اختبار رذاذ الماء:
·
في هذا القسم تخضع السيارة إلى رذاذ مائي قوي
بكافة جوانبها، عبر آلة مبرمجة تلقائياً ولدى خروج السيارة من هذا القسم تركن
لفترة حتى يجف الماء منها، وتتم معاينة أية حالات تسرب للماء.
·
يلي ذلك قسم الإصلاحات المختلفة والتي يغلب عليها
الطابع الميكانيكي أو في فرش السيارة.
وقبل خروج
السيارة إلى حيز البيع الفعلي تدخل إلى القسم الأخير وهو:
الاختبارات النهائية:
·
مرحلة التدقيق النهائي: يتعرض هذا القسم لإنارة
قوية ومرايا في كل الجهات، وتتم فيه معالجة أية ملاحظات باقية على تقرير إنتاج
السيارة، كما يضع مدقق الجودة إشارات ودوائر على أي ملاحظة يجدها على هيكل السيارة،
وتتم معالجتها، وهناك عمال موكلون بتلميع السيارة عبر فرشاة كهربائية خاصة، وفي
هذا القسم الكلمة الفصل تكون لمراقبي الجودة الذين يحددون إن كانت السيارة جاهزة
للبيع أم لا.
إن خروج سيارة واحدة من خط الإنتاج
لتسير على الطريق، حكاية تختصر جهود مئات العمال والفنيين والمهندسين، لدى كل منهم
دور يؤديه وجدير بنا تقدير تعبهم وإخلاصهم في إنتاج سيارة خالية من الملاحظات ووفق
المواصفات، وهي إلى ذلك تلقي فوق كاهلنا مسؤولية تشجيع السيارة وإعطاء رأي موضوعي
ينطلق من ظروف نشأة صناعة السيارات السورية، ويطالبها بخطوات أكبر نحو الريادة في المنطقة... وربما في العالم!.
خاص بموقع فنّات.كوم