بعد تطبيق قانون السير الجديد حصل سائقو التكسي على
معاناة إضافية، تمثلت في الطلب وأحياناً ترجي الركاب وضع حزام الأمان، ولا يكاد
الراكب يستقل سيارة تكسي وحتى قبل أن يسأله السائق عن وجهته إلا ويطلب منه وضع الحزام،
وهنا تبدأ المشاحنات لأن كثيراً من الركاب يرفضون الانصياع لطلبات السائق! أو قد
يشدّونه على خصرهم كيفما اتفق ومن ثم يرخونه في أول فرصة تتاح لهم، وقد يريحون
أنفسهم بالجلوس في المقعد الخلفي وترك السائق الممتعض وحيداً في الجزء الأمامي من
المقصورة.
ومما لا شك فيه أن السبب الذي يقف وراء إلحاح سائق
التكسي المستمر على الركاب لوضع حزام الأمان، ليس حرصه على سلامتهم، أو لإيمانه
العميق بأهمية الحزام بالنسبة لركاب المقصورة، بقدر ما هو خوفه من عناصر المرور
ومخالفاتهم، إذ روى لفنّات سائق تكسي حواراً طريفاً دار بينه وبين رجل مرور، عندما
خالفه لعدم تقيد أحد الركاب بوضع حزام الأمان جاء فيه:
ـ السائق: لقد نسيت أن أطلب من الراكب وضع الحزام!!.
ـ الشرطي: حلو! ولم تنس أن تأخذ منه الأجرة؟!.
ـ السائق: قل لي بربك، هل أنت مقتنع بمخالفتي لأن راكباً
لم يضع حزام الأمان؟
ـ الشرطي: لا.. ولكن حتى لا تنسى في المرات القادمة
الطلب من جميع الركاب وضع حزام الأمان.
وحتى لا ينسى هذا السائق حزام الأمان ويدفع الغرامة لمرة
أخرى، وضع هذه اللافتة فوق عداد السيارة وغلفها بالنايلون، ومع ذلك سوف يجد نفسه
مضطراً لأن يكرر هذا الطلب على مسمع الركاب بعد صعودهم التكسي.
وإذا كان السائق يضع الحزام خوفاً من المخالفة والركاب
خجلاً من السائق أو للتخلص من نقّه، فإن ذلك يشير إلى النظرة السائدة لدى عموم
المواطنين والتي تعتبر الحزام شيئاً مزعجاً ولا طائل منه ومن بينهم للأسف، زوار
لموقع فنّات!!
خاص بموقع فنّات.كوم