"لوحات معرض مشروع الخط الأخضر"

كان ولا يزال إنشاء خطٍ للمترو في العاصمة دمشق حلماً تصوره الكثيرون بأنه مستحيل التحقيق، وهؤلاء معذورون في تشاؤمهم لأن التخطيط في هذا المشروع بدأ منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، واصطدم خلال هذه الفترة بالروتين الحكومي وبتغير الإدارات التي منها من طرحت مشاريع أخرى بديلة للمترو مثل المونوريل "نظام السكة الواحدة" وفي النهاية لم ينفذ أيٌ منها.

إلا أن هذه الجهود الماراتونية قد قاربت خط النهاية، إذ دعت أمس الجهة الدارسة لمشروع الخط الأخضر "شركة سيسترا" الفرنسية بالتعاون مع محافظة دمشق، إلى معرض للّوحات والملصقات الخاصة بمشروع المترو في صالة المؤسسة العامة للخط الحجازي في شارع النصر، والتي تشرح أقسام المشروع والمراحل التي سيتم إنجازها إضافة لفيلم ثلاثي الأبعاد لشكل المترو المتخيل بعد إنجازه.

حضر افتتاح المعرض السيدة "سحر الحفار" نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، والتي أكدت على التزام المحافظة بمشاركة مجتمع دمشق وأصحاب الرأي في هذا المشروع، فيما أشار د.مفيد حبيب رئيس فريق الدراسة إلى ضرورة الإسراع باتخاذ الخطوات العملية لنقل هذا المشروع إلى حيز الوجود، لأن الزمن يشكل عنصر ضغط على واقع النقل في العاصمة وعلى مدى ملائمة خطط تنفيذ المشروع الحالية مع تغير الظروف في حال حصول تأخيرات إضافية، وأكد الدكتور حبيب لفنّات في تصريح خاص أنه يسعى عبر التشاور مع المسؤولين للدفع بفكرة نقل هذه التجربة إلى المدن الرئيسية في سورية، والتي ستحتاج إلى مشروع المترو في المستقبل القريب، وخصّ بالذكر مدينة اللاذقية التي تجاوز سكانها المليون نسمة وهي مرشحة لتزايد أكبر.

"نائبة المحافظ  تستعرض لوحات المعرض بصحبة د. مفيد حبيب"

وكانت عبارة الخط الأخضر أطلقت على خط (القابون – المعضمية) وهو أحد أربعة خطوط أوصت بتنفيذها لجنة دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع المترو عام 2002، لتكون دراسة خيارات تنفيذ مشروع الخط الأخضر والجدوى الاقتصادية الخطوة الثانية، وجاء معرض الصور شرحاً للخطوات التي أنجزتها الدراسة والتي تضمنت تحديد لمسار الخط الأخضر والمحطات التي سيمر بها، ولبنى المشروع التحتية، إضافة للتأثيرات الاجتماعية والبيئية المتوقعة لمشروع المترو على مدينة دمشق.

"خطوط مترو دمشق الأربعة: برزة والقابون وجوبر ودمّر"

وحسب دراسة الشركة الفرنسية، يتألف الخط الأخضر من قسمين، الأول عبارة عن نفق تحت الأرض يمتد من محطة البولمان في القابون إلى كلية الآداب في المزّة، والثاني عبارة عن جسر مرفوع فوق الأرض على أوتستراد المزة وطريق القنيطرة، ويحتوي المشروع الذي سيمتد بطول حوالي 16.5 كم في قسميه على 17 محطة، ومن المنتظر أن ينقل حوالي 35 ألف راكب كل ساعة عبر كل الاتجاهات بسرعة من 30 إلى 70 كم/سا، إذ سيستغرق التنقل من محطة القابون إلى السومرية 15 دقيقة، بينما سيكون الزمن الفاصل بين مرور قطارين، دقيقتان وأربعون ثانية.

وتتوقع الدراسة أن تصل فوائد المشروع المتراكمة أكثر من 5 مليار يورو خلال الثلاثين سنة الأولى من تدشين الخط الأخضر، حيث ستضم محطات المترو أنشطة تجارية مختلفة: محلات، مقاهي، خدمات...

الخط الأخضر "خط القابون المعضمية"

وإذا كانت تكلفة الدراسة بقيمة 2.5 مليون يورو بمنحة من بنك الاستثمار الأوروبي، فإن هذه الدراسة تتوقع أن يكلّف المتر الواحد من مشروع المترو الأخضر 5 مليون ليرة! لتصل تكلفة التنفيذ الكلية إلى أكثر من مليار يورو، والتي ستتطلب وضع الحكومة خطة لتمويل المشروع قبل الوصول إلى مرحلة تقديم العروض.

هذه المعلومات وغيرها بإمكان زوار معرض "مترو دمشق الخط الأخضر" الإطلاع عليها، كما بإمكانهم المشاركة في الاستبيان الذي تجريه المحافظة بالتعاون مع الجهة الدارسة بشأن رأي المواطنين بمشروع المترو، لأنه لابد للمواطنين من التفاعل الإيجابي مع المشروع، خاصة وأن هناك فئات عديدة قد تتضرر من مشروع المترو مثل سائقي السرافيس والتكاسي وربما ملّاك الأراضي، أو المواقع التي ستقام عليها البنى التحتية للمشروع، وذلك خيرٌ من أن يحاولوا الاعتراض بعد البدء بتنفيذ المشروع، فيشهدُ تأخيرات إضافية تبقي مترو دمشق في نطاق الأحلام.

موقع جسر المترو المقترح "على أوتستراد المزة"

خاص بموقع فنّات.كوم