ساهمت تويوتا في كثير من الإنجازات التي تنسب
لها خلال تاريخها في عالم السيارات، والتي أثرت بشكل إيجابي عليه، إلا أن جميع ما
أنجزته إلى اليوم لا يقارن بطراز بريوس الهجين، والأب الروحي لهذه الفئة الجديدة
من السيارات، التي سيكون لها دوراً هاماً في المستقبل.
ونجحت تويوتا في تحدّيها للعالم وطرحت الجيل
الأول من بريوس عام 1997 وأتبعته بالجيل الثاني مع مبيعات تخطت عتبة المليون
للجيلين معاً، وبعد عرض كثير من الصور
وتناقل الأخبار عن الجيل الثالث، أعلنت تويوتا الصانع السيارات الأكبر
في العالم، عن كافة التفاصيل والصور للجيل الثالث من بريوس السيارة الصديقة
الصدوقة للبيئة.
وستغزو الهجينة الجديدة الأسواق العالمية
بدءاً من الولايات المتحدة ثم اليابان في ربيع العام الحالي، لتتوجه فيما بعد إلى
بقية الأسواق العالمية، حاملةً معها تصميماً حديثاً وعصرياً، وضمن قالب جريء ومميز
ومستقبلي يعبر عن تطلعات وأفكار البريوس، رغم أنه يعتمد على الهيكل نفسه للجيل
الثاني، ولكن بعد تجديده وتحديثه، علماً بأن المهندسين عملوا بجهد على تعديل كافة
الأسطح الخارجية لتحسين عامل الانسيابية والديناميكية وخفض عامل مقاومة الهواء إلى
0.25 Cd وهذه النسبة تعتبر من الأقل في السيارات المنتجة
اليوم!
وتم الاعتماد على نفس قاعدة عجلات الجيل
الثاني، مع زيادة بسيطة في طول السيارة بمقدار 1.5 سم، كما تم سحب السقف نحو
المؤخرة حوالي 10 سم للتأكيد على الشكل الحاد للسيارة والاستفادة من ارتفاع السقف
لركاب المقعد الخلفي وتحسين المساحة الخاصة بالرؤوس.
والتغير الأبرز في التصميم كان من الداخل،
حيث جهّزت تويوتا مقصورة بريوس الجديدة بتصميم مستقبلي وأكثر من عصري، ويحتوي على
كافة تجهيزات الراحة ومتطلبات السيارات الحديثة، ومساحة كافية لخمسة أشخاص وأمتعتهم
مع عدد كبير من جيوب التحميل وغيرها، فضلاً عن شاشة عرض كافة المعلومات اللازمة
وغيرها من وسائل الاتصال والترفيه المتطورة.
غير أن كل ما ذكر سابقاً لا يعدّ شيئاً أمام
الجوهر الحقيقي للسيارة، والمتمثل في قدرتها التقنية والحركية، فبريوس سيارة
هجينة، أي أنها تحتوي على محركين، محرك يعمل بالوقود ويؤمن الطاقة اللازمة للسيارة
عند السرعات العالية بشكل فردي، أو بمساعدة المحرك الثاني الذي يعمل بمفرده عند
السرعات البطيئة ضمن المدينة.
وحسب تويوتا فإن جديدتها أفضل من سلفها في
الأداء وأكثر هدوءاً وسلاسة أثناء عملها، فضلاً عن أنها أقل استهلاكاً وانبعاثاً
للغازات الملوثة للبيئة، فهي تستطيع السير مسافة 420 كم لكل 20 لتراً من الوقود
كمعدل وسطي، مقابل 385 كم لكل 20 لتراً من الوقود للجيل الثاني و345 كم للجيل
الأول، وهذه الأرقام كبيرة بالمقارنة مع سيارة متوسطة الحجم وتتمتع بقدرات وأنفاس
رياضية نسبياً.
فبريوس الجديدة مزودة بمحرك احتراق داخلي من
أربع أسطوانات بسعة 1.8 لتر، إلا أنه لا يعتمد في مبدأ عمله على دورة
"أوتو" النظرية (وهو مبدأ العمل التقليدي لمعظم محركات البنزين)، إذ
يقوم في مبدأ عمله على دورة "اتكينسون" التي تتميز عن دورة "أوتو"
بأنها أقل انبعاثاً للغازات ولكنها أقل أيضاً في الاستطاعة الحصانية، ويولد المحرك
98 حصاناً، وتم اختياره من مبدأ بأن المحرك الأكبر - عكس السائد – يحسن في استهلاك
الوقود على الطرقات السريعة، بفضل عزمه الكبير الذي يسمح له باستخراج قوة كافية
على سرعات دوران أقل، وبالتالي إحراق أقل للوقود، واستهلاك منخفض وانبعاث محدود
للغازات، غير أن المحرك الكبير يستهلك وقود أكثر أثناء السير ضمن المدينة، وهذا ما
يقوم به محرك الكهرباء، الذي يعتمد على بطاريات ليثيوم في التغذية الكهربائية،
ويقوم محرك الاحتراق الداخلي بتوليد الطاقة الكهربائية أثناء دورانه لشحن
البطاريات.
وتبلغ استطاعة محرك الكهرباء 80 حصاناً،
ويعمل مع محرك الوقود على دفع السيارة من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 9.8
ثا، ولتوفير الوقود أيضاً والحد من الغازات، تم اعتماد مضخة مياه كهربائية للمحرك
عوضاً عن ميكانيكية.
وتعمل السيارة تلقائياً وفق ثلاثة احتمالات،
محرك الوقود لوحده، أو المحرك الكهربائي لوحده، أو الاثنين معاً، ويمكن للسائق
الاختيار بين ثلاثة وضعيات، القوة للمحركين معاً، أو EV للمحرك الكهربائي فقط
"طبعاً للسرعات الخفيفة" أو الوضع الاقتصادي، الذي يقوم بالتحكم بشكل
تلقائي في عمل المحركين ودراسة طبيعة السائق أثناء القيادة وعاداته، ليقوم بعد عدة
مرات من قيادة السيارة في تطوير طريقة قيادة السائق ليقود بالطريقة الأكثر
اقتصادية.
وأخيراً، وعندما قامت تويوتا بطرح بريوس في
الأسواق، اعتبرتها شركات السيارات العالمية بأنها مجازفة مصيرها الفشل، واليوم
أصبحت تقنية السيارات الهجينة حلماً لدى جميع الشركات العالمية التي بدأت في تطوير
تقنياتها الخاصة متخلفة بسنين عن تويوتا اليابانية الرائدة في عالم السيارات.
خاص بموقع فنّات.كوم